أقول :
فكيف يكون معاوية ، بعد كلّ الّذي ذكرناه عنه ، خليفةً للمسلمين وأميراً للمؤمنين ؟!
إنّما الرجل قاتل من أجل المُلك والإمارة ، كما اعترف لأهل العراق بنفسه ، وكما أقرّ الكاتب بذلك في أوّل ادّعائه بأنّ الخلاف كان سياسياً لا دينياً ، أي لأجل الكرسي والمنصب ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالشريعة أو المحافظة علىٰ تطبيقها ..
بل لو اطّلعت علىٰ سيرة معاوية الّتي كتبها المسلمون لا تجد عنده شيئاً من خصال المؤمنين ; ودونك ما كتبناه عنه في هذا العرض الموجز ، أو ما أرشدناك إليه من المصادر ..
بل إنّ الناظر بتمعّن وتدقيق يجد أنّ صلح الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية ، من حيث الأهداف والنتائج ، يشبه الصلح الّذي أقامه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مع مشركي قريش وقائدهم أبو سفيان ـ والد معاوية ـ في الحديبية ، وإن شئت الزيادة في البحث والاطّلاع بشأن صلح الإمام الحسن عليهالسلام بشكل أكثر تفصيلاً فارجع إلىٰ كتابي العلمين : الشيخ مرتضىٰ آل ياسين ، والشيخ باقر شريف القرشي ; فإنّك ستجد ما ينفعك في المقام إن شاء الله تعالىٰ.
* * *
__________________
٢ / ٤٥٧ ، تفسير القرطبي ١٠ / ٢٨٢ و ٢٨٦ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٥٢ ، الدرّ المنثور ٤ / ١٩١ ، تاريخ الطبري ٨ / ١٨٥ ; قال الطبري : ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني أُمية.