وإنّ الشيخين قد أحرقا الأحاديث النبوية الشريفة (١).
وإنّ الخليفة عمر بن الخطّاب قد أمر كلّ الصحابة بأن يمحوا ما عندهم من السُنّة (٢).
وإنّ السُنّة لم تُكتب إلاّ في زمن عمر بن عبد العزيز الّذي أمر العلماء بتدوين الأحاديث وكتابتها ، كما هو المعلوم من تاريخ كتابة السُنّة النبوية (٣) !!
__________________
ابن إبراهيم بن عبد الرحمٰن بن عوف ، عن أبيه ، قال : والله ! ما مات عمر بن الخطّاب حتّىٰ بعث إلىٰ أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق : عبد الله بن حذافة ، وأبا الدرداء ، وأبا ذرّ ، وعقبة بن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث الّتي قد أفشيتم عن رسول الله في الآفاق ؟ قالوا : أتنهانا ؟ قال : لا ، أقيموا عندي ما عشت ، فنحن أعلم نأخذ ونردّ عليكم ، فما فارقوه حتّىٰ مات. انتهىٰ.
وروى الحاكم في مستدركه ١ / ١٩٣ : عن سعيد بن إبراهيم ، عن أبيه : أنّ عمر ابن الخطّاب قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذرّ : ما هذا الحديث عن رسول الله ؟ وأحسبه حبسهم بالمدينة حتّىٰ أُصيب.
... عن شعبة ، فذكر الحديث بإسناده نحوه ، وقال : هذا حديث صحيح علىٰ شرط الشيخين ، وإنكار عمر أمير المؤمنين علىٰ الصحابة كثرة الرواية عن رسول الله فيه سُنّة ، ولم يخرجاه. انتهىٰ.
(١) انظر : تذكرة الحفّاظ ١ / ٥ الطبقات الكبرىٰ ٥ / ١٨٨.
وجاء في كنز العمّال ١٠ / ٢٨٥ : قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله وكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلته يتقلّب كثيراً ، قالت : فغمّني فقلت : أتتقلّب لشكوىٰ أو لشيء بلغك ؟ فلمّا أصبح قال : أي بنية ! هلمّي الأحاديث الّتي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها. انتهىٰ.
(٢) عن يحيىٰ بن جعدة ، قال : أراد عمر أن يكتب السُنّة ، ثمّ بدا له أن لا يكتبها ، ثمّ كتب في الأمصار : مَن كان عنده شيء فليمحه. أخرجه ابن عبد البرّ في جامع بيان العلم وفضله ١ / ٦٥.
(٣) ولمزيد الاطلاع علىٰ هذا التاريخ وتفاصيله يمكن مراجعة كتاب منع تدوين الحديث للسيّد علي الشهرستاني.