بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية » (١).
وروىٰ المحبّ الطبري في الرياض النضرة : جاء أبو بكر وعليّ يزورون قبر النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعد وفاته بستّة أيّام ؛ قال عليّ لأبي بكر : « تقدّم يا خليفة رسول الله » ، فقال أبو بكر : ما كنت لأتقدّم رجلاً سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : « عليّ منّي بمنزلتي من ربّي » (٢).
ولعلّ السؤال الّذي يطرح نفسه هنا بإلحاح : إن كان هذا واقع الحال عند أبي بكر لمنزلة عليّ عليهالسلام ، فلماذا رضي بالتقدّم عليه في مسألة الخلافة ، ونزل عند رغبة بعضهم ولم يبيّن أنّ الأكفأ والأجدر بها هو : عليّ عليهالسلام ؟!
وأيضاً جعله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مناراً وعلامة للهدىٰ عند اختلاف الناس في المسالك ؛ فقد أخرج الديلمي عن عمّار وأبي أيّوب : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعمّار : « يا عمّار ! إذا رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره ، فاسْلك مع عليّ ودع الناس ؛ فإنّه لن يدلّك علىٰ ردىً ، ولن يخرجك من هدىً » (٣).
وقد جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في وجوب طاعته وعدم مخالفته : « مَن
__________________
(١) حلية الأولياء ١ / ٦٥ ، ذخائر العقبىٰ : ٥٦ ، الرياض النضرة ٣ / ١٣٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٨ ، ٥٩ ، سبل الهدىٰ والرشاد ١١ / ٢٩٦.
(٢) الرياض النضرة في مناقب العشرة ٣ / ١١٩.
(٣) تاريخ بغداد ١٣ / ١٨٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٧٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٤ يخرجه عن الديلمي ، عن عمّار بن ياسر وعن أبي أيّوب ..
وسيأتي ما يماثله من أحاديث الولاية عن الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر ، عن زيد بن أرقم.