وقوله ( وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) وهي دعاؤهم باللعنة ، وأن يبعدهم الله من رحمته ، ١ وقال القرطبي : اللعنة من العباد الطرد ، ومن الله العذاب. ٢
قوله : ( خَالِدِينَ فِيهَا ) فيه قولان :
الأول : أن الضمير في قوله ( فيها ) عائد إلى اللعنة ، أي خالدين في اللعنة قال به العلامة الطباطبائي ، ٣ والفخر الرازي ، ٤ والعلامة الطبرسي ، ٥ والقرطبي. ٦
الثاني : أن الضمير عائد إلى النار إلّا أنها اُضمرت تفخيماً لشأنها وتهويلاً ، قاله الفخر الرازي ، ٧ ونسبه الشيخ الطوسي إلى أبي العالية ، ٨ والظاهر أن الشيخ يتبنى الرأي الأول ، وهو الخلود في اللعنة ، قال : والخلود في اللعنة يحتمل أمرين :
أحدهما : استحقاق اللعنة بمعنى أنها تحق عليهم أبداً.
والثاني : في عاقبة اللعنة وهي النار التي لا تفنى. ٩
وقوله : ( لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ) أي لا ينقطع عنهم العذاب ولا يسهل عليهم ، ذهب اليه الفخر الرازي حيث قال : بعضهم حمل التخفيف على أنه لاينقطع بل يدوم ، لأنه لو انقطع لكان قد خفّ ، وحمله آخرون على شدته لا على دوامه ، والأولى أن يقال : إن العذاب قد يخف بالانقطاع ، وقد يخف بالقلة في كل وقت أو في بعض الأوقات ، فاذا وصف الله تعالى عذابهم بأنه لا يخفف اقتضى ذلك نفي جميع ما ذكرناه. ١٠
________________
١. راجع : المصدر السابق. |
٢. تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ١٩٠. |
٣. راجع : تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٣٩١.
٤. راجع : التفسير الكبير ، ج ٣ ، ص ١٨٨.
٥. راجع : مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١٤٧.
٦. راجع : تفسير القرطبي ، ج ٢ ، ص ١٩٠.
٧. التفسير الكبير ، ج ٣ ، ص ١٨٨.
٨. راجع : تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٥١. |
٩. راجع : المصدر السابق. |
١٠. التفسير الكبير ، ج ٢ ، ص ١٧٥.