وذكر قريباً من هذا القول الشيخ الطوسي بقوله : وإنما قال لا يخفف مع أنهم مخلدون لأن التخفيف قد يكون مع الخلود بأن يقل المعاون ما يفعل ، فأراد الله أن يبين أنه يقع الخلود ويرتفع التخفيف. ١ وقوله : ( وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ) ، قال الفخر الرازي : والانظار هو التأجيل والتأخير قال تعالى : ( فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ) والمعنى : أن عذابهم لا يؤجّل. ٢
وقال العلامة الطبرسي : لا يمهلون للتوبة ، ولا يؤخر عنهم العذاب من وقت إلى آخر. ٣
فيتبين مما سبق بان هذه الآية معناه : إن الذين كفروا وماتو مصرين على كفرهم ومعاندين للحق ، فهؤلاء عليهم لعنه الله ومطرودون من رحمته تعالى ، ومستحقون بذلك العذاب الدائم الذي لا ينقطع عنهم ولا يخفف عنهم هذا العذاب ، قال العلامة الطباطبائي : ( لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ) في تبديل السياق بوضع العذاب موضع اللعنة دلالة على أن اللعنة تتبدل عليهم عذاباً. ٤ وهذا العذاب الدائم ملازم ومتبدل عن اللعنة الدائمة التي استحقوها بكفرهم وهذا العذاب سوف لن يؤخر عنهم يوم القيامة من وقت إلى آخر.
٣. قوله تعالى : ( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ). ٥
قال العلامة الطباطبائي : الحد هو الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر وارتفاع التمايز بينهما ، كحد الدار والبستان ، والمراد به أحكام الإرث والفرائض المبينة. ٦
وقد روي عن أبن عباس بأنه خص الآية بأحكام المواريث. ٧ أما الشيخ
________________
١. تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٥١ ، ٥٢. |
٢. التفسير الكبير ، ج ٣ ، ص ١٨. |
|
٣. مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٧٢. |
٤. تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٣٩١. |
|
٥. النساء ، ١٤. |
٦. تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٢١٢. |
|
٧. راجع : روح المعاني ، ج ٤ ، ص ٢٣٣.