وقال الراغب : الزفير : تردد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه. ١ وقال : الشهيق طول الزفير ، وهو رد النفس ، والزفير مده. ٢
وقال الشيخ الطوسي : الزفير : ترديد النفس مع الصوت من الحزن حتى تنتفخ الضلوع ، وقال : الشهيق : صوت فظيع يخرج من الجوف بمد النفس. ٣
والمراد انهم يرددون أنفاسهم الى صدورهم ثم يخرجونها فيمدونها برفع الصوت بالبكاء والأنين من شدة حر النار وعظم الكربة ، كما يفعل الحمار ذلك عند نهيقه. ٤
وقوله : ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أي مقيمين دائمين فيها ، كما قال البروسوي ، ٥ وقال الشيخ الطوسي : والخلود الكون في الأمر أبداً. ٦
وقوله : ( مَادَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) نوع من التقييد يفيد تأكيد الخلود ، والمعنى دائمين فيها دوام السماوات والأرض. ٧ وقد ذكرت في المقصود من السماوات والأرض عدة وجوه منها :
أولاً : أن المراد سماوات الجنة والنار وأرضهما ، وهما لا يفنيان ، والدليل على أن لهما سماوات وأرضاً قوله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ) وقوله : ( وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ). ٨ ثانياً : أن المراد سماوات الجنة والنار وأرضهما لأنه لابد لأهل الآخرة مما يظلهم ويقلهم ، وكل ما أظلك فهو سماء ، وكل ما استقر عليه قدمك فهو أرض. ٩
________________
١. مفردات الفاظ القرآن ، ص ٣٨٠. |
٢. المصدر السابق ، ص ٤٨٦. |
٣. مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٩٢. |
٤. تفسير الميزان ، ج ١١ ، ص ٢٢. |
٥. روح البيان ، ج ٤ ، ص ١٨٨. |
٦. مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٩٢. |
٧. تفسير الميزان ، ج ١١ ، ص ٢٣.
٨. مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٩٤ ؛ تفسير الكشاف ، ج ٢ ، ص ٤٣٠.
٩. راجع : المصدر السابق.