وقال أيضاً وعنده عمرو بن العاص وقد أقبل عقيل : لأُضحكنّك من عقيل ، فلمّا سلّم قال معاوية : مرحباً برجل عمّه أبو لهب ، فقال عقيل : وأهلاً برجل عمّته حمّالة الحطب في جيدها حبل من مسد ، لأنّ امرأة أبي لهب أُمّ جميل بنت حرب ابن أُميّة (أُخت أبي سفيان وعمّة معاوية) (١). قال معاوية : ما ظنّك بعمّك أبي لهب ! قال : إذا دخلت النار فخذ على يسارك تجده مفترشاً عمّتك حمّالة الحطب ، أفناكح في النار خير أم مكنوح ! قال : كلاهما شرّ والله (٢).
وفي رواية أُخرى أنّ عقيلاً لمّا استقرّ عند معاوية أقبل على الناس وقال : أتعرفون هذا ؟ عمّه أبو لهب. فقال عقيل : وهذا عمّته حمّالة الحطب في جيدها حبل من مسد.
وقال أيضاً : قال الوليد لعقيل يوماً : غلبك أخوك يا أبا يزيد على الثروة ، قال : نعم وسبقني وإيّاك إلى الجنّة.
وروى أيضاً في شرح نهج البلاغة قال : سأل معاوية عقيلاً عن قصّة الحديدة المحماة المذكورة فبكى وقال : أنا أُحدّثك يا معاوية عنه ، ثمّ أُحدّثك عمّا سألت ، نزل بالحسين ابنه ضيف فاستسلف درهماً اشترى به خبزاً واحتاج إلى الأدام فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقّاً من زقاق عسل جاءتهم من اليمن ، فأخذ منه رطلاً فلمّا طلبها عليهالسلام ليقسمها ، قال : يا قنبر ، أظنّ أنّه حدث بهذا الزقّ حدث ، فأخبره فغضب عليه وقال : عليَّ بحسين ، فرفع عليه الدرّة فقال : بحقّ عمّي جعفر ، وكان إذا سُئل بحقّ جعفر سكن ، فقال : ما حملك أن أخذت منه قبل القسمة ؟ قال : إنّ لنا فيه حقّاً فإذا أُعطيناه رددناه ، قال : فداك أبوك وإن كان لك فيه
__________________
(١) زيادة من المؤلّف.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ، ج ٤ ص ٩٣ و ٩٤.