ألحس قصاعكم وفي الشدّة أخذلكم ، والله إنّ ريحي لنتن ، وإنّ حسبي للئيم ولوني لأسود وريحي لنتن ، فتنفّس عليَّ بالجنّة لتطيب ريحي ويبيضّ لوني ، لا والله لا أُفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم (فاذن له الحسين) ثمّ برز رضوان الله عليه (١) وهو يرتجز يقول :
كيف ترى الفجّار ضرب الأسود |
|
بالمشرفيّ القاطع المهنّد |
أحمي الخيار من بني محمّد |
|
أذبّ عنهم باللسان واليد |
أرجو بذاك الفوز عند المورد |
|
من الإله الواحد الموحّد |
|
إذ لا شفيع عنده كأحمد |
|
وحمل عليهم حملة منكرة حتّى نال الشهادة رضوان الله عليه.
وقال في منتهى الآمال بأنّه قتل خمساً وعشرين رجلاً أرسلهم إلى دار البوار حتّى استشهد ، فوقف عليه الحسين عليهالسلام وقال : اللهمّ بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع الأبرار ، وعرّف بينه وبين محمّد صلىاللهعليهوآله.
روى الصدوق في الخصال عن الباقر عن أبيه السجّاد عليهماالسلام ، قال : إنّ بني أسد الذين حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جوناً بعد عشرة أيّام تفوح منه رائحة المسك ...
وهذه أبيات في رثاء جون :
آزادهٴ فرخنده نسبْ جونِ نکونام |
|
کز خدمت شه يافت نکونامى ايّام |
ناليد وهمى گفت بشاهنشه اسلام |
|
کاين بنده که پرورده از آن سفرهٴ انعام |
زين چشمهٴ توفيق چرا در نکشد جام |
|
کز بهر نثار تو بپرورده مرا مام |
|
گر خون سياهست تو را قابل قربان |
|
__________________
(١) المؤلّف جعل عبارة اللهوف العربيّة في الهامش وترجمتها في المتن إلّا ما كان بين قوسين فإنّه زيادة منه ، راجع اللهوف ، ص ٦٤.