عند ذلك أذن له الإمام ودخل ميدان القتال فجزر منهم خمسة عشر رجلاً بحدّ السيف ثمّ نال السعادة بالشهادة.
وفي كتاب شرح الشافية ذكره أنّه ومولاه قتلا مأة وخمسين رجلاً وأنزلاهم في قعر جهنّم من ذلك العسكر ثمّ استشهدا.
شقاء عبيدالله بن الحرّ الجعفي
قال في الناسخ وغيره : ومضى الحسين عليهالسلام حتّى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب ، ورمح مركوز إلى جانبه ، وسيف معلّق على عمود الخيمة ومهرة عربيّة على بابه ، فقال الحسين عليهالسلام : لمن هذا الفسطاط ؟ فقيل : لعبيدالله بن الحرّ الجعفي وهو من فوارس الكوفة وشجعانها وأهل البسالة منهم ، لا قريع له في الشجاعة ولا قرن يماثله ، فاستدعى الإمام الحجّاج بن مسروق وأمره بدعوته إليه.
فذهب إليه الحجّاج بن مسروق وسلّم عليه ، فردّ عليهالسلام وقال : ما وراءك يا بن مسروق ؟ قال : إنّ الله تعالى ساق إليك خيراً وكرامة إن قبلتها. قال : وما هما ؟ فقال له الحجّاج : هذا الحسين بن عليّ عليهماالسلام يدعوك لنصرته ، فإن نصرته نلت السعادة. فقال عبيدالله بن الحر : يابن مسروق ، كنت أعلم بأنّ أهل الكوفة مقاتلوه فخرجت من الكوفة لئلّا أكون من قتلته ، واعلم يابن مسروق إنّ أهل الكوفة قدّموا الدنيا الفانية على الآخرة الباقية ، وباعوا مودّة أهل بيت النبي بعطايا ابن زياد ، ولمّا كنت على غير وفاق معه ولا أُريد أن أكون عليه خرجت من الكوفة لئلّا أشهد الموقعة وانتبذت ناحية بانتظار ما يقدّره الله تعالى.
فرجع الحجّاج إلى الحسين عليهالسلام
واخبره بما قال عبيدالله ، فقال الحسين عليهالسلام
: إنّ من الأرجح أن أذهب إليه بنفسي وأُقيم الحجّة عليه ، ثمّ قام قائماً إليه وفي رواية