كربلاء وبعثه إلى أهل الكوفة حين نزوله في أرضها (١).
وصفوة القول أنّ الحرّ لان قلبه من هذه الخطبة وشعر بالحقّ ودنا من الحسين عليهالسلام وقال له : يابن رسول الله ، إنّي أُذكّرك الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ، فقال الإمام عليهالسلام : أفبالموت تخوّفني ؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ، وسوف يبتليكم الله بمختلف المحن والرزايا جزاءاً لكم بما فعلتم ، وإنّي سأقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله فخوّفه ابن عمّه وقال : أين تذهب فإنّك مقتول ، ثمّ تمثّل الإمام بشعر قاله ومضمونه :
اگر کشته خواهد تو را روزگار |
|
چه نيکوتر از مرگ در کارزار (٢) |
إن كانت الموت مقضيّاً على رجل |
|
فخيره أن يرى في الحرب منجدلا |
قال :
سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما |
وواسى الرجال الصالحين بنفسه |
|
وفارق مثبوراً وودّع مجرما |
فإن عشئت لم أندم وإن متُّ لم ألم |
|
كفى بك ذُلّاً أن تعيش وترغما |
أُقدّم نفسي لا أُريد بقائها |
|
لنلقى خميساً في الوغى وعرمرما (٣) |
وصفوة القول : إنّ الإمام عليهالسلام أخذ يسير بأصحابه فإذا جميعاً راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكّب قوساً مقبل من الكوفة (٤) فوقفوا جميعاً فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ بن يزيد ولم يسلّم على الحسين عليهالسلام وأصحابه ، فدفع إلى الحرّ كتاباً من
__________________
(١) كتب عليهالسلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن عليّ إلى ابن صرد والمسيّب ورفاعة بن شدّاد وعبدالله بن وائل وجماعة المؤمنين ، أما بعد فقد .. الخ ، والله أعلم.
(٢) وهنا ذكر المؤلّف ترجمة الأبيات وذكرها في الهامش.
(٣) نفس المهموم ، ص ١٧٣ ولم يذكر البيت الرابع. (المترجم)
(٤) ذكر المؤلّف أنّه مالك بن يسر ولم أعثر عليه في الطبري.