فعاد الحرّ غاضباً إلى مركزه وكان إلى جانبه قرّة بن قيس وهو من عشيرته ، فقال له الحر : يا قرّة ، أسقيت فرسك ؟ فقال قرّة : كلّا ، فقال الحر : ألا تريد أن تسقيه ؟ فقال قرّة : فظننت أنّه يريد اعتزال الحرب ، ولا يريد أن أعرف ذلك منه فأشي به ، ولو علمت بما يريد لفعلت فعله ولحقت بالحسين عليهالسلام (١).
وصفوة القول : إنّ الحرّ عليهالسلام تنحّى عن مكانه وأقبل نحو معسكر الحسين وصار يتقدّم شيئاً فشيئاً ، فقال له المهاجر بن أوس : أتريد أن تحمل ؟ فلم يجبه وأخذه مثل الأفكل ، فقال المهاجر لذلك السعيد الطالع الحرّ : إنّ أمرك لمريب ، والله ما رأيت هذا منك أبداً ولو سُئلت من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك ، فما هذه الرعدة منك ؟ فقال الحرّ : والله إنّي أُخيّر نفسي بين الجنّة والنار ولا أختار على الجنّة شيئاً ولو قطّعت إرباً إرباً وأحرقت بالنار ثمّ ساق جواده ولحق بالحسين وحلّ في الجنّة.
جانب من الأشعار المناسبة للمعنى :
اى در تو قاصد ومقصود ما |
|
وى رخ تو شاهد ومشهود ما |
نقد غمت مايه هر شادى است |
|
بندگيت به ز هر آزادى است |
يار شوى اى مونس غمخوارگان |
|
چاره کن اى چارهٔ بيچارگان |
درگذر از حرم که خواهندهايم |
|
چارهٔ ما کن که پناهندهايم |
چارهٔ ما ساز که بى ياوريم |
|
گر تو برانى بکه رو آوريم |
__________________
(١) لقد كذب هذا الخبيث لعنه الله ، أليس هو رسول عمر بن سعد إلى الحسين ودعاه حبيب عليهمالسلام إلى ترك الطاغية فأبى ، ثمّ ألم يشاهد الحرّ وقد لحق بالحسين وأقبل عليهم يعظهم فما باله لم يفعل فعله ؟ (المترجم)