فكيف أزول عن حبّ مكين |
|
مغارسه نمت في القلب جمّ |
وجئت الآن يقدمني حيائي |
|
وحيداً من بني قومي وعمّي |
وأعلم أنّ ذنبي ليس يُرجى |
|
له عفو وعلمك فوق علمي |
فهل ترجو له عفو أكيدٌ |
|
وجدّك كان قبل اليوم خصمي |
فهل تسع الشفاعة مستجيراً |
|
بحلمكم ويمحو الله جرمي |
فقد يعفو المهيمن عن ذنوبي |
|
غداة أُرى على البوغاء مرمي |
وما عذري لسيّدتي وإنّي |
|
تركت بناتها تحيا بغمّ |
ظلمتكم وأتباعي ولكن |
|
سأغسل في دم الأوداج ظلمي |
أنا ظام وبحر نداك طامٍ |
|
فأبرد لوعتي وانعم بحلم |
ومجمل القول أنّ الحرّ همز جواده فطار به إلى معسكر الحسين عليهالسلام ، فلمّا رآه أهل العسكر وقد قلب ترسه ، فقالوا : إنّ هذا الفارس يطلب الأمان.
يقول السيّد ابن طاووس : ثمّ ضرب فرسه قاصداً إلى الحسين عليهالسلام ويده على رأسه وهو يقول : اللهمّ إليك أنبت فتُب عليَّ فقد (فإنّي) قد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك ، فلمّا دنا من الحسين قلب ترسه وسلّم عليه (١).
وفي رواية مهيّج الأحزان وروضة الشهداء والناسخ : إنّه تمرّغ في التراب وقبّل الأرض ووضع غرّته على الأرض ، فقال الحسين عليهالسلام : من تكون ، ارفع رأسك ، ويظهر من هذه العبارة أنّه لحيائه ستر وجهه وإلّا فكيف لا يعرفه الإمام عليهالسلام ؟ فقال : فداك أبي وأُمّي ، أنا الذي حبستك عن الرجوع إلى مدينة جدّك ومنعتك من السير واقبلت أُسايرك لئلّا تحتمي بحمّى وجعجعت بك حتّى أنزلتك في هذا العراء وقسوت عليك ، والله الذي لا إله إلّا هو ما كنت أعلم أنّهم يردون عروضك
__________________
(١) اللهوف ، ص ٦٢.