خذ من يدي تذكرة العبور |
|
إلى النجاة يوم نفخ الصور |
وارتاح من قول الإمام قلبه |
|
مستبشراً أن سوف يمحى ذنبه |
ووضع الإمام فوق رأسه |
|
يداً تريح الجمر من أنفاسه |
وقال من سمّتك حرّاً أفلحت |
|
وبابنها على النساء رجحت |
فلا تخف والله أنت الحرّ |
|
حالفك الخير وغاب الشرّ |
فأنت أنت الحرّ في الدارين |
|
قد نالك الفوز مع الحسين |
فامسح دموعاً وأسل دماكا |
|
إن كنت ترجو الفوز من مولاكا (١) |
فلمّا سمع الحرّ هذه البشارة قفز كالطائر الذي ينطلق من القفص من على الأرض واستوى على ظهر جواده وقال له الحسين عليهالسلام : فانزل إلينا (بالطبع لقد قال الإمام هذه الكلمة في مقام الترحيب به وهو نوع من أدب الضيافة) فقال الحرّ : أنا لك فارس خير لك منّي راجل وإلى النزول يصير آخر أمري. فقال الإمام عليهالسلام : رحمك الله فافعل ما تشاء.
فقال الحرّ : يابن رسول الله ، لمّا خرجت من الكوفة سمعت هاتفاً يهتف بي : يا حرّ أبشر بالجنّة ، فقلت في نفسي : ويح الحرّ أنّى يكون هذا وأنا خارج لحرب ابن
__________________
(١) أنا أعترف بعد هجري الشعر وإقبالي على النثر لم يصبح الأوّل في متناول يدي وأنا القائل :
وبعض الهجر أوّله دلال |
|
وآخره القطيعة والعداء |
فقد قاطعني وقاطعته وقد رأيت في غمار ترجمتي للكتب الفارسيّة أن لا أُترجم الشعر إلى نثر لأنّ ذلك مفسد للترجمة كما أرى إلّا أنّ مطابقة المعنى حذو القذّة بالقذّة غير متيسّر لكلّ أحد مِن ثَمّ رأيت أن ألمّ بالمعنى الإجمالي للقطعة ثمّ أصوغ قطعة شعريّة على غرارها فيها عبق من أريجها ولم تحمل العطر كلّه وأنا شديد الإعجاب بالشعر الفارسي ، يهزّ أعماقي إذا قرأته ، وأراه معبّأً بالمعاني السامية السامقة فنيل بعض معناه مربح للأدب والأديب ناهيك بمعناه كلّه ولذلك سمّيت القطعة العربيّة « مباراة » قصداً ولم أُسمّها ترجمة إشارة إلى خطّتي في ترجمة الشعر الفارسي إلى اللفظ العربي. (المترجم)