رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فما هذه البشارة ، والآن فهمت معناها وأنّها بشارة واقعة ، فقال الإمام عليهالسلام : هذا أخي الخضر فقد بشّرك بتحقيق الأجر ونيل الخير.
وجاء في روضة الشهداء ورياض الشهادة ومهيّج الأحزان ووقايع الأيّام للخياباني المجلّد الخاصّ في محرّم أنّ الحرّ قال للإمام عليهالسلام : يا مولاي ، لقد عنّ لي أبي البارحة في عالم الرؤيا فقال لي : أين كنت هذه الأيّأم يا ولدي ؟ فقلت له : ذهبت أعترض الحسين ، فصاح أبي : وا ويلتاه ، ما لك ولابن رسول الله ، يا بنيّ إذا أردت أن تخلد في نار جهنّم فقاتله ، وإذا أردت أن يكون رسول الله شفيعك يوم المحشر وتجاوره في الجنّة فجاهد معه عدوّه وأعنه عليهم ، قال هذا ثمّ ضرب جواده لكي يكون سابقاً الأصحاب في لقاء الأعداء أصحاب عمر بن سعد لعنه الله ، فاستقبلهم بوجهه وقال : يا قوم ، ألا تقبلون ما عرضه الحسين عليكم لئلّا تبتلوا بتبعات الحرب ويعافيكم الله منها ؟ قالوا : شاور عمر بن سعد ، فأخذ الحرّ يشاور ابن سعد بما سمعه ابن سعد من قبل ، فقال ابن سعد : إنّي أبديت رأيي ولو كان بمقدوري عمل شيء لفعلت ، فحمي الحرّ غضباً واستقبل العسكر ، وقال :
يا أهل الكوفة ، لأُمّكم الهبل والعبر إذ دعوتم هذا العبد الصالح ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله أسلمتموه وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه ، أمسكتم بنفسه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كلّ جانب فمنعتموه التوجّه إلى بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته ، فأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعاً ولا يدفع ضرّاً ، وحلأتموه ونسائه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنصارى ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابها والمجوس ، فها هم قد صرعهم العطش بئسما خلّفتم محمّداً صلىاللهعليهوآله في ذرّيّته ، لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه.