وفي رواية أعثم الكوفي أنّ زوجة زهير « ديلم » قالت له : أنت تقاتل مع ابن المرتضى وأنا أُواسي ابنة المصطفى (١).
وقال المرحوم فرهاد ميرزا في القمقام : وكانت زوجته معه حتّى شهادته (٢).
وروي في عاشر البحار أنّ (عسكر) الإمام لمّا بلغ ذا حسم خطب الإمام هذه الخطبة ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله ثمّ قال : إنّه قد نزل بنا من الأمر ما ترون ، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت ، وأدبر معروفها ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحقّ لا يعمل به ، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله حقّاً حقّاً ، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برماً (٣).
قال : ووثب هلال بن نافع البجلي فقال : والله ما كرهنا ربّنا وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك.
وقام برير بن حضير فقال : والله يا ابن رسول الله ، لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك فيقطع فيك أعضائنا ثمّ يكون جدّك شفيعاً يوم القيامة.
ولمّا قطع الحر الطريق عليهم قال له زهير بن القين : (يا ابن رسول الله) إنّ قتال هؤلاء أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به ، فقال له الحسين : ما كنت لأبدأهم بالقتال ، فقال له زهير بن القين : سِر بنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها فإنّها حصينة وهي على شاطئ الفرات فإن منعونا
__________________
(١) لم أعثر عليها في موضعها من كتاب الفتوح ولم يعزها المؤلّف إلى كتاب غيره.
(٢) عبارة القمقام كما يلي : وقيل : رافقته المرأة إلى كربلاء ولم تفارقه حتّى استشهد. (قمقام زخّار ، ترجمة وتحقيق محمّد شعاع فاخر ، ج ١ ص ٤٧٤ ط الشريف الرضي ـ قم).
(٣) هذه الخطبة وردت في ج ٤٤ ص ٣٨١ وليس فيها ذكر لذى حسم ، نعم ذكر ملجأ اسمه ذو جشم نقلاً عن كتاب اللهوف ص ٦٩ و ٧٠ وذلك في لقائه عليهالسلام مع الحر.