من قولك ، ثمّ قال : وأنا والله الذي لا إله إلّا هو على مثل ما هذا عليه ... (١).
وقال الطبري (٢) : لمّا بايع أهل الكوفة مسلماً وازدحموا على بيعته كتب إلى الحسين كتاباً يحثّه فيه على القدوم ويستعجله ، وأعطى الكتاب عابساً بن شبيب فتناولها عابس وأقبل مع شوذب مولى شاكر إلى مكّة وعادا مع الحسين إلى كربلاء يوم عاشوراء.
وفي بحار الأنوار عن محمّد بن أبي طالب (١) قال : وجاء عابس بن أبي شبيب الشاكري ومعه شوذب مولى شاكر ، وقال : يا شوذب ، ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟ أُقاتل حتّى أُقتَل. قال : ذلك الظنّ بك ، فتقدّم بين يدي أبي عبدالله حتّى يحتسبك كما احتسب غيرك ، فإنّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب فيه الأجر بكلّ ما نقدر عليه (٢) وإنّما هو الحساب ، فقتدّم فسلّم على الحسين عليهالسلام وقال : يا أبا عبدالله ، أما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم أو القتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلت ، السلام عليك يا أبا عبدالله ، أُشهد أنّي على هداك وهدى أبيك (٣) ثمّ مضى بالسيف نحوهم.
قال ربيع بن تميم : فلمّا رأيته مقبلاً عرفته وقد كنت شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس ، فقلت : أيّها الناس ، هذا أسد الأُسود ، هذا ابن [ أبي ] شبيب ، لا يخرجنّ اليه أحد منكم ، فأخذ ينادي : ألا رجل ؟ ألا رجل ؟ فقال ابن سعد : أرضخوه بالحجارة من كلّ جنب ، فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ثمّ شدّ على
__________________
(١) مقتل أبي مخنف ، ص ٢٠.
(٢) تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٢٥٧ وفيه ذكر الكتاب الذي أرسله مسلم عليهالسلام للحسين عليهالسلام.