سنبلانيّ ، قال : فسأله ، فقال : أكتب لك إلى ينبع ، قال : ليس غير هذا ؟ قال : لا ، فبينما هو كذلك إذ أقبل الحسين عليهالسلام ، فقال : اشتر لعمّك ثوبين ، فاشترى له ، قال : يابن أخي ، ما هذا ؟ قال : هذه كسوة أمير المؤمنين ، ثمّ أقبل حتّى انتهى إلى عليّ عليهالسلام ، فجلس يضرب يده على الثوبين وجعل يقول : ما ألين هذا الثوب يا أبا يزيد ! قال : يا حسن ، خذ عمّك ، قال : والله ما أملك صفراء ولا بيضاء. قال : فمر له ببعض ثيابك ، قال : فكساه بعض ثيابه ، قال : يا محمّد ، أخذ عمّك ، قال : والله ما أملك درهماً ولا ديناراً ، قال : فاكسه بعض ثيابك ، قال عقيل : يا أمير المؤمنين ، ائذن لي إلى معاوية ، قال : في حلّ محلّل ، فانطلق نحوه وبلغ ذلك معاوية ... الحديث (١).
فضح معاوية وجلسائه
وفي الأمالي أيضاً أنّ عقيلاً سأل معاوية يوماً وقد قدم عليه : من ذا عن يمينك ؟ قال : عمرو بن العاص ، فتضاحك ثمّ قال : لقد علمت قريش بالمدينة أنّه لم يكن أخصى لتيوسها من أبيه ، ثمّ قال : من هذا ؟ قال : هذا أبو موسى ، فتضاحك ثمّ قال : لقد علمت قريش بالمدينة أنّه لم يكن بها امرأة أطيب ريحاً من قبّ أُمّه ، وكناية عن كونها معروفة بالزنا عند الرجال (٢).
وفي رواية ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : إنّ عقيلاً قال لمعاوية : من هذا عن يمينك يا معاوية ؟ قال : هذا عمرو بن العاص. قال : هذا الذي اختصم فيه ستّة نفر فغلب عليه جزّار قريش ، فمن الآخر ؟ قال : الضحّاك بن قيس الفهري ،
__________________
(١) الأمالي للطوسي ، ص ٧٢٣ و ٧٢٤.
(٢) نفسه ، ص ٧٢٥.