.................................................................................................
______________________________________________________
وحكى الكشي (١) عن القتيبي أنّه قال : كان الفضل بن شاذان (رحمه الله) يحب العبيدي ويثني عليه ، ويمدحه ويميل إليه ، ويقول : ليس في أقرانه مثله وقد اعتمد عليه النجاشي كثيراً ووثّقه صريحاً كما سمعت ، وحكى عن شيخه أبي العباس بن نوح إنكاره على ابن الوليد في الاستثناء قائلاً : فلا أدري ما رابه فيه أي ما الّذي أوقعه في الريب ، لا ما رأيه كما في نسخة جامع الرواة ج ٢ ص ٦٤ فإنّه غلط كما لا يخفى لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة (٢).
وعلى الجملة : فلا يمكن التعويل على استثناء ابن الوليد المشعر بضعف الرجل في قبال توثيق النجاشي وغيره والثناء عليه بتلك المقالة الكاشفة عن كونه بمكانة من الوثاقة والجلالة حتّى كأنه من المتسالم عليه عند الأصحاب ولذا أنكروا عليه استثناءه متعجبين ناقمين كما مرّ. فلا يصلح ذاك الجرح لمعارضة مثل هذا التوثيق.
بل التحقيق : أنّ استثناء ابن الوليد لا يكشف عن جرح وقدح في نفس الرجل ، فإنّ النجاشي قد تعرّض لنقل هذا الاستثناء في موضعين من كتابه.
أحدهما : في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى ، فعدّ من جملة ما استثناه ابن الوليد من رواياته ما يرويه محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع. وهذا كما ترى كالصريح في أنّ منشأ الاستثناء كون الرواية مقطوعة وليست هي بحجّة حينئذ بلا خلاف ولا إشكال وإن كان الراوي في أعلى درجات الوثاقة ، فلا إشعار في هذه العبارة فضلاً عن الدلالة على قدح في العبيدي نفسه.
الثاني : في ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد نفسه ، فحكى عن ابن الوليد أنّه قال : ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا أعتمد عليه
__________________
(١) رجال الكشي : ٥٣٧ / ١٠٢١.
(٢) رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.