.................................................................................................
______________________________________________________
أبيه ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن معنى التسليم في الصلاة ، فقال : التسليم علامة الأمن وتحليل الصلاة ...» (١). قال في الحدائق (٢) عند ذكره لهذه الرواية : وما رواه الصدوق بسند معتبر. وهذا منه (قدس سره) عجيب جدّاً ، بل لم يعهد منه مثل هذا الاشتباه إن لم يكن من النسّاخ بسقوط كلمة «غير» منهم ، وإلّا فكيف يكون مثل هذا السند معتبراً مع أنّ رواته بأجمعهم ضعاف أو مجاهيل ما عدا الراوي الأخير ، أعني الهاشمي.
رابعتها : ما رواه في عيون الأخبار بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرِّضا عليهالسلام في كتابه إلى المأمون قال فيه : «تحليل الصلاة التسليم» (٣) والطريق إليه ضعيف كما مرّ.
خامستها : ما رواه في الخصال مرسلاً عن الأعمش عن الصادق عليهالسلام وفيها : «... لأن تحليل الصلاة هو التسليم» (٤) وضعفها من جهة الإرسال ظاهر.
هذه هي الروايات التي يكون مضمونها أنّ الصلاة تحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ، وهي بأجمعها ضعاف غير معتبرة كما عرفت ، ولم تكن روايات مشهورة مقبولة ، وإلّا فلِم لم يذكرها الصدوق في الفقيه سوى رواية واحدة ، كما أنّها لم تبلغ حدّ الاستفاضة فضلاً عن التواتر ليقطع بصدور بعضها عن المعصوم عليهالسلام فلا تصلح للاستدلال بها وفاقاً للأردبيلي وتلميذه.
ثمّ إنّه على تقدير تسليم اعتبار أسانيدها وفرضها روايات صحاح ، فهل
__________________
(١) الوسائل ٦ : ٤١٨ / أبواب التسليم ب ١ ح ١٣ ، معاني الأخبار : ١٧٥ / ١.
(٢) الحدائق ٨ : ٤٨٠.
(٣) الوسائل ٦ : ٤١٨ / أبواب التسليم ب ١ ح ١٢ ، عيون أخبار الرِّضا ٢ : ١٢٣.
(٤) الوسائل ٧ : ٢٨٦ / أبواب قواطع الصلاة ب ٢٩ ح ٢ ، الخصال : ٦٠٤ / ٩.