الشيعة ويوم السقيفة
إنّ مأساة السقيفة جديرة بالقراءة والتحليل ، وسوف نتطرّق إليها في فصل خاص عند البحث عمّا تنعقد به الامامة لدى السنّة والشيعة ، ولكن نذكر هنا موجز ما ذكره الطبري وغيره الذي صار سنداً لمن تخيّل أنّ التشيّع تكوّن في ذلك اليوم.
قال الطبري : اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة ، فبلغ ذلك أبابكر فاتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح ، فقال : ما هذا؟ فقالوا : منّا أمير ومنكم أمير ، فقال أبوبكر : منّا الأمراء ومنكم الوزراء ـ إلى أن قال ـ فبايعه عمر ، وبايعه الناس ، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلاّ عليّا. ثم قال : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة ، فخرج عليه الزبير مسلّطاً بالسيف فعثر ، فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه ، وقال أيضاً : وتخلّف علي والزبير واخترط الزبير سيفه وقال : لا أغمده حتّى يبايَع علي ، فبلغ ذلك أبابكر وعمر فقالا : خذوا سيف الزبير ... (١).
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ٢ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤.