ثقات علي بن الحسين عليهماالسلام (١).
وازدهرت تلك المدرسة في عصر الامامين الصادق والباقر عليهماالسلام وزخرت بطلاّب العلوم ووفود الأقطار الإسلامية فكان بيتهما ، جامعة إسلامية يزدحم فيها رجال العلم وحملة الحديث ، يأتون إليها من كل فجّ عميق ، وقد عرفت دور الامامية في بسط العلوم في الفصل الثاني عشر.
قد سبق أنّ الامام أمير المؤمنين هاجر من المدينة إلى الكوفة واستوطن معه خيار شيعته ومن تربّى على يديه من الصحابة والتابعين.
ولقد أتى ابن سعد في طبقاته الكبرى على ذكر جماعة من التابعين الذين سكنوا الكوفة (٢) ولقد أعان على ازدهار مدرسة الكوفة مغادرة الامام الصادق المدينة المنوّرة إلى الكوفة أيّام أبي العباس السفاح حيث بقى فيها مدّة سنتين.
اغتنم الامام فرصة ذهبيّة أو جدتها الظروف السياسية آنذاك وهي أنّ الحكومة العباسية كانت جديدة العهد وقد سقطت الحكومة الاموية. فلم يكن للعباسيين يومذاك قدرة على الوقوف في وجه الامام لانشغالهم باُمور الدولة. بالاضافة إلى أنّهم كانوا قد رفعوا شعار العلويين للوصول إلى السلطة وقد نشر زمن اقامته بها علوماً جمّة.
ولمّا انتشر نبأ وروده الحيرة تقاطرت وفود للارتواء من منهله العذب. وهذا الحسن بن علي بن زياد الوشاء يحكي لنا ازدهار مدرسة الكوفة في تلك الظروف ويقول :
__________________
١ ـ الكليني : الكافي ، كما في تأسيس الشيعة ٢٩٩.
٢ ـ الطبقات الكبرى ٦و قسّمهم على تسع طبقات.