دخل الفرس الإسلام وكان أكثرهم على غير مذهب الشيعة نعم كانت قم والري وكاشان وقسم من خراسان مركزاً للشيعة وقد عرفت انّ الأشعريين هاجروا ـ خوفاً من الحجاج ـ إلى قم وجعلوها موطنهم ومهجرهم ، وكانت تلك الهجرة نواة للشيعة في ايران.
كانت مدرسة الكوفة مزدهرة بالعلم والثقافة ، ولكن ربّما كانوا يعانون من الضغط العباسي. ففي هذه الفترة إلى حوالي سنة ٢٥٠ هاجر إبراهيم بن هاشم الكوفي تلميذ يونس بن عبدالرحمان وهو من أصحاب الامام الرضا عليهالسلام إلى قم ونشر فيها حديث الكوفيين فصارت مدرسة قم والري مزدهرة بعد ذاك بالمحدّثين والرواة الكبار. وساعد على ذلك ، بسط الدولة البويهية نفوذهم على تلك البلدان ولقد خرج من تلك المدرسة علماء ومحدّثون نظراء :
١ ـ علي بن إبراهيم شيخ الكليني. الذي كان حيّاً سنة ٣٠٧ (١).
٢ ـ محمّد بن يعقوب الكليني. المتوفّى سنة ٣٢٩. مؤلّف الكافي في الفروع والاُصول.
٣ ـ علي بن الحسين بن بابويه والد الشيخ الصدوق صاحب الشرائع المتوفّى ٣٢٩.
٤ ـ ابن قولويه أبو القاسم جعفر بن محمّد ( ٢٨٥ ـ ٣٦٨ ) من تلامذة الكليني واُستاذ الشيخ المفيد. والذي يدل على وجود النشاط الفكري في أوائل القرن الثالث ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة أنّه أنفذ الشيخ حسين بن روح ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ ، النائب الخاص للإمام المنتظر ـ عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ـ كتاب التأديب إلى فقهاء
__________________
١ ـ الطهراني : الذريعة ٤ / ٣٠٢ برقم ١٣١٦.