يحيى عن شعيب بن إبراهيم عن سيف فقال : موضوع ، فيه ضعفاء أشدّهم سيف (١).
ج ـ فإذا كان هذا حال السند ، فكيف نعتمد في تحليل تكوّن طائفة كبيرة من طوائف المسلمين تشكّل خمسهم أو ربعهم على تلك الرواية مع أنّ هذا هو حال سندها ومتنها ، فالاعتماد عليها خداع وضلال.
إنّ القرائن والشواهد والاختلاف الموجود في حق الرجل ومولده ، وزمن إسلامه ومحتوى دعوته يشرف المحقّق على القول ، بأنّ مثل عبداللّه بن سبأ مثل مجنون بني عامر وبني هلال وأمثال هؤلاء الرجال والأبطال كلّها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر والمجون ، فإنّ الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين : الأموية والعباسية ، وكلّما اتّسع العيش وتوفّرت دواعي اللهو ، اتسع المجال للوضع وراج سوق الخيال وجعلت القصص والأمثال كي تأنس بها ربات الحجال ، وأبناء الترف والنعمة (٢).
هذا هو الذي ذكره المصلح الكبير كاشف الغطاء ، ولعلّ ذلك أورث فكرة التحقيق بين أعلام العصر ، فذهبوا إلى أنّ عبداللّه بن سبأ أقرب ما يكون إلى الاُسطورة منه إلى الواقع. وفي المقام كلام للكاتب المصري الدكتور طه حسين ، يدعم كون الرجل اُسطورة تاريخية استبطلها أعداء الشيعة نكاية بالشيعة ، ولا بأس في الوقوف على كلامه حيث قال :
__________________
١ ـ ميزان الاعتدال ١ / ٤٣٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩٥ ، اللئالي المصنوعة ١ / ١٥٧ ـ ١٩٩ ـ ٤٢٩.
٢ ـ أصل الشيعة واُصولها ٧٣.