هدى من اللّه ، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم ويقطع أيديهم وأرجلهم ، ويُسمل أعينهم ويصلبهم على جذوع النخل كأنّك لست من هذه الاُمّة وليسوا منك.
أولست صاحب الحضرميّين الذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم على دين علي ( صلوات اللّه عليه ) فكتبت إليه أن اُقتل كل من كان على دين عليّ ، فقتلهم ومثّل بهم بأمرك ، ودين علي هو دين ابن عمّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك ، وبه جلست مجلسك الذي أنت فيه ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف (١).
هذا هو الحسين وهذا هو إباؤه للضيم ودفاعه عن الحق ونصرته للمظلومين في عصر معاوية. وذكرنا هذه المقتطفات كنموذج من سائر خطبه ورسائله التي ضبطها التاريخ.
لمّا توفّي معاوية في منتصف رجب سنة ٦٠ كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة والي المدينة أن يأخذ الحسين عليهالسلام بالبيعة له فأنفذ الوليد إلى الحسين عليهالسلام فاستدعاه فعرف الحسين ما أراد ، فدعا جماعة من مواليه وأمرهم لحمل السلاح وقال : اجلسوا على الباب فإذا سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه ولا تخافوا عليّ وصار عليهالسلام إلى الوليد فنعى الوليد إليه معاوية فاسترجع الحسين عليهالسلام ثمّ قرأ عليه كتاب يزيد بن معاوية فقال الحسين عليهالسلام : فنصبح ونرى في ذلك ، فقال الوليد : انصرف على اسم اللّه تعالى ، فقال مروان : واللّه لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا تقدر منه على مثلها أبداً حتّى يكثر القتلى بينكم وبينه
__________________
١ ـ الامامة والسياسة ١ / ١٦٤ وبحارالأنوار ٤٤ / ٢١٣.