ولغات متعدّدة. لا يحصيها إلاّ المتوغّل في المعاجم ورفوف المكتبات.
ولقد فهرسنا على وجه موجز أسماء مشاهير المفسّرين من الشيعة وأعلامهم في ١٤ قرناً ، وفصلنا كل قرن عن القرن الآخر واكتفينا بالمعروفين ، لأنّ ذكر غيرهم عسير ومحوج إلى تأليف حافل. فبلغ عددهم ١٢٢ مفسّرا. ومن أراد الالمام بذلك فعليه الرجوع إلى المقدمة التي قدّمناها لتفسير التبيان للشيخ الطوسي ولأجل ذلك نطوي الكلام في المقام.
إنّ السنّة هو المصدر الثاني للثقافة الإسلامية بجميع مجالاتها ولم يكن شيء أوجب بعد كتابة القرآن وتدوينه وصيانته من نقص وزيادة ، من كتابة حديث الرسول وتدوينه وصيانته من الدس والدجل وقد أمر به الرسول غير مرة ، روى الامام أحمد عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جدّه انّه قال للنبي : يا رسول اللّه أكتب كل ما أسمع منك؟ قال : نعم. قلت : في الرضا والسخط؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم فانّه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلاّ حقّا (١).
إنّ اللّه سبحانه أمر بكتابة الدَّين حفظاً له ، واحتياطاً عليه واشفاقاً من دخول الريب فيه فالعلم الذي حفظه أصعب من حفظ الدَّين أحرى بأن يكتب ويحفظ من دخول الريب والشك فيه (٢).
فإذا كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا ينطق عن الهوى وانّما ينطق عن
__________________
١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٠٧.
٢ ـ الخطيب البغدادي : تقييد العلم ٧٠.