البلاغ أخرجه الدارقطني في السنن من طريق وكيع في مصنّفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنّه قال لمؤذّنه : إذا بلغت حيّ على الفلاح في الفجر فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم (١).
استفاضت الآيات باطلاقاتها تارة ونصوصها تارة اُخرى على أنّ أولاد الأنبياء يرثون آباءهم كسائر الناس أمّا الاطلاقات فيكفي في ذلك قوله سبحانه : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِى أوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنثَيَيْنِ ) (٢) وأمّا النصوص فيكفي في ذلك قوله سبحانه : ( وَوَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُدَ ) (٣) وقال سبحانه ناقلا عن زكريا : ( فَهَبْ لِى مِن لَدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِى وَيرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وأجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) (٤).
إنّ طلب زكريا من اللّه سبحانه أن يهبه ولداً وأن يجعله رضيّاً لأوضح دليل على أنّ المراد من الوراثة ، الوراثة في المال لا النبوّة ، لبداهة أنّ الانسان لا يكون نبيّاً إلاّ أن يكون رضيّاً ، على أنّ لفظ الوراثة وما يشتق منه ظاهر في الوراثة في المال ولا يستعمل في غيره إلاّ توسّعاً ومجازاً ومع ذلك فقد خالفت القيادة بعد رسول اللّه هذا النص وحرّمت فاطمة من ميراث أبيها بحجّة أنّه سمع من النبي قوله : نحن الأنبياء لا نورث ، مع أنّه لو صحّ هذا الحديث لكان على النبي أن يذكره لورّاثه حتّى لا يقعوا في الخطأ ولا يطلبوا شيئاً ليس لهم ، فهل أنّ النبي أهمل هذا البيان اللازم وذكره لغير
__________________
١ ـ الموطأ باب ما جاء من النداء في الصلاة الحديث ٨ ، والموطأ مع شرح الزرقاني ١ / ١٥٠ طبع مصر.
٢ ـ النساء / ١١.
٣ ـ النمل / ١٦.
٤ ـ مريم / ٥ ـ ٦.