عمامته فأومأ بيده : ارفع عمامتك وأومأ إلى جبهته (١).
هذه الروايات تكشف عن أنّه لم يكن للمسلمين يوم ذاك تكليف إلاّ السجود على الأرض ولم يكن هناك أي رخصة سوى تبريد الحصى ولو كان هناك ترخيص لما فعلوا ذلك ، ولما أمر النبي بالتتريب ، وحسر العمامة عن الجبهة.
هذه الأحاديث والمأثورات المبثوثة في الصحاح والمسانيد وسائر كتب الحديث تعرب عن التزام النبي وأصحابه بالسجود على الأرض بأنواعها ، وأنّهم كانوا لا يعدلون عنه وإن صعب الأمر واشتدّ الحر لكن هناك نصوص تعرب عن ترخيص النبيّ ـ بايحاء من اللّه سبحانه إليه ـ السجود على ما أنبتت الأرض ، فسهل لهم بذلك أمر السجود ، ورفع عنهم الاصر والمشقّة في الحر والبرد وفيما إذا كانت الأرض مبتلّة ، وإليك تلك النصوص :
١ ـ عن أنس بن مالك قال : كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي على الخمرة (٢).
٢ ـ عن ابن عباس : كان رسول اللّه يصلّي على الخمرة وفي لفظ : وكان النبيّ يصلّي على الخمرة (٣).
٣ ـ عن عائشة : كان النبيّ يصلّي على الخمرة (٤).
__________________
١ ـ البيهقي : السنن الكبرى ٢ / ١٠٥.
٢ ـ أبو نعيم الاصفهاني : ذكر أخبار اصبهان ٢ / ١٤١.
٣ ـ مسند أحمد ١/ ٢٦٩ ـ ٣٠٣ ـ ٣٠٩ و ٣٥٨.
٤ ـ مسند أحمد ٦ / ١٧٩ وفيه أيضاً قال للجارية وهو في المسجد : ناوليني الخمرة.