٢ ـ السيد المرتضى.
٣ ـ السيد الرضي وهما كوكبان في سماء العلم والأدب غنيان عن التعريف.
٤ ـ الشيخ الطوسي ( ٣٨٥ ـ ٤٦٠ ) وهو شيخ الطائفة ومن أعلام الاُمّة ، تربّى على يد شيخه المفيد والسيد المرتضى وله كتاب « التبيان في تفسير القران » و « التهذيب » و « الاستبصار » وهما من المصادر المهمّة عند الشيعة وكانت مدرسة بغداد زاهرة في عهد هذه الأعلام الثلاثة واحد بعد الآخر ، وقام كل منهم بدور كبير في تطوير العلوم وتقدّمها ، وكان يحضر في حلقات دروسهم مئات من المجتهدين والمحدثين من الشيعة والسنّة.
إلى أن ضعفت سلطة البويهيين ، ودخل طغرل بك الحاكم التركي بغداد ، وأشعل نار الفتنة بين الطائفتين السنّة والشيعة ، وأحرق دوراً في الكرخ ولم يكتف بذلك حتّى كبس دار الشيخ الطوسي وأخذ ما وجد من دفاتره وكتبه ، وأحرق الكرسي الذي كان الشيخ يجلس عليه (١).
إنّ هذه الحادثة المؤلمة التي أدّت إلى ضياع الثروة العلمية للشيعة وقتل الأبرياء ، دفعت الشيخ لمغادرة بغداد واللجوء إلى النجف الأشرف وتأسيس مدرسة علمية شيعية في جوار قبر أميرالمؤمنين عليهالسلام ، وشاء اللّه تبارك وتعالى أن تكون هذه المدرسة مدرسة كبرى أنجبت خلال ألف سنة من عمرها ، عشرات الآلاف من العلماء والفقهاء والمتكلّمين والحكماء.
المعروف أنّ الشيخ هو المؤسّس لتلك الجامعة العلمية المباركة. وهو حق
__________________
١ ـ ابن الجوزي : المنتظم حوادث عام ٤٤٧ ـ ٤٤٩ ، ج ١٦ / ٨ و ١٦ ط بيروت.