التفسير بصور متنوّعة :
وهناك لون آخر من التفسير ، يندفع المفسّر إلى توضيح قسم من الآيات تجمعها صلة خاصة كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وآيات الاحكام ، وقصص الأنبياء ، وأمثال القرآن ، وأقسامه ، والآيات الواردة في مغازي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والنازلة في حق العترة الطاهرة عليهمالسلام إلى غيرها من الموضوعات التي لا تعم جميع آيات القرآن ، بل تختص بموضوع واحد.
فقد خدمت الشيعة كتاب اللّه العزيز بهذه الأنواع من التفاسير ، ومن أراد أن يقف عليها فعليه أن يرجع إلى المعاجم ، وأخص بالذكر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
إنّ نزول القرآن نجوماً وتوزّع الآيات الراجعة إلى موضوع واحد ، في سور متعدّدة ، يطلب لنفسه نمطاً آخر ، غير النمط المعروف بالتفسير الترتيبي ، فإنّ النمط الثاني ، يتّجه إلى تفسير القرآن سورة بعد سورة ، وآية بعد آية ، وأمّا النمط الأوّل فيحاول فيه المفسّر إيراد الآيات الواردة في موضوع خاص ، في مجال البحث ، وتفسير الجميع جملة واحدة وفي محل واحد.
فيستمدّ المفسّر من المعاجم المؤلّفة حول القرآن ، ومن غيرها في الوقوف على الآيات الواردة ، مثلاً في خلق السماء والأرض ، أو الإنسان أو أفعاله وحياته الاُخروية ، فيفسّر المجموع مرة واحدة ، ويرفع ابهام آية ، بآية اُخرى ، ويخرج بنتيجة واحدة وهذا النوع من التفسير وإن لم يهتم به القدماء واكتفوا منه بتفسير بعض الموضوعات كآيات الاحكام ، والناسخ والمنسوخ ، إلاّ أنّ المتأخّرين منهم ، بذلوا جهدهم في طريقه ، ولعلّ العلاّمة المجلسي ( ١٠٣٧ ـ ١١١٠ ) أوّل من فتح