وفق الترتيب الزمني ، ثمّ ذكر باباً آخر باسم من لم يرهم ولكن روى عنهم بالواسطة.
وأحسن كتاب اُلّف في هذا المجال هو ما ألّفه اُستاذنا الجليل السيد النحرير المحقق البروجردي الذي أخرج رجال الشيعة في ٣٤ طبقة ، من عصر الصحابة إلى زمانه ( ١٢٩٢ ـ ١٣٨٠ ) فهذا الكتاب يكشف عن سبق الشيعة في نظم الحديث وتدوينة ، وأنّهم لم يقيموا لمنع الخلفاء وزناً ولا قيمة. وبذلك حفظوا نصوص النبي الأكرم وأهل بيته وقدّموها إلى المجتمع الاسلامي ، فعلى جميع علماء المسلمين أن يتمسّكوا بهذا الحبل الذي هو أحد الثقلين.
هذا عرض موجز لمحدّثي الشيعة إلى عصر السجاد والباقر عليهماالسلام وأمّا الطبقات الاُخرى فيأتي الكلام في فصل قدماء الشيعة والفقه لأنّهم تجاوزوا عن التحديث إلى درجة الاجتهاد.
إنّ الفقه الشيعي هو الشجرة الطيّبة ، الراسخة الجذور ، المتّصلة الاُسس بالنبوّة ، امتازت بالسعة والشمولية ، والعمق ، والدقّة ، والقدرة على مسايرة العصور المختلفة ، والمستجدّات من دون أن تتخطّى عن الحدود المرسومة في الكتاب والسنّة.
إنّ الفقه الامامي يعتمد في الدرجة الاُولى على القرآن الكريم ثمّ على السنّة المحمدية المنقولة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طريق العترة الطاهرة عليهمالسلام أو الثقات من أصحابه والتابعين لهم باحسان.
وكما يعتمد الفقه الشيعي على الكتاب والسنّة كذلك يتّخذ من العقل مصدراً في المجال الذي له الحق في ابداء الرأي. كأبواب الملازمات العقلية أو قبح التكليف بلا بيان أو لزوم البراءة اليقينية عند الاشتغال اليقيني.