المنتظر الثاني ، ورحم اللّه من قال في السيوطي : انّه حاطب ليل ».
يستفاد من حديث الثقلين اُمور مهمة لواهتمّت بها الاُمّة لاجتمعت على مائدة أهل البيت واستغنت عن غيرهم ، وهاهي :
١ ـ إنّ اقتران العترة الطاهرة بالقرآن الكريم إشارة إلى أنّ عندهم علم القرآن وفهمه علماً لائقاً بشأنه.
٢ ـ إنّ التمسّك بالكتاب والعترة يعصم من الضلالة ولا يغني أحدهما عن الآخر.
٣ ـ يحرم التقدّم على العترة كما يحرم الابتعاد عنهم.
٤ ـ إنّ العترة لا تفارق الكتاب ، وانّهما مستمرّان إلى يوم القيامة.
أفيصحّ بعد هذه التصريحات والاشارات ترك العترة والأخذ بقول غيرهم؟
قد تعرّفت على مقتضى السنّة النبوية في مجال القيادة بعد الرسول ، وكلّها تدل على أنّ الرسول قام بتعيين الوصي بعده ، وعيّن خليفة المسلمين تعييناً شخصياً ، وقد كرّر وأكّد ذلك في مواقف متعدّدة ـ حتّى لا يبقى شكّ ـ وحاول تأكيد الأمر في آخر ساعة من حياته الشريفة عن طريق الكتابة ، ولكن حال بعضهم دون تحقق اُمنية الرسول ، فلم يكتب شيئاً ، وأمرهم بالخروج عن مجلسه ، ونردف ذلك البحث بما وعدناه سابقاً من تبيين مقتضى الكتاب في مسألة الخلافة ، وقد نزلت آيات أوضحها آية الولاية في سورة المائدة ، فنحن نأتي بها مع ما يتقدّمها حتّى تتّضح دلالتها : ( يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وألنَّصارى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُم أَولِيَاءُ بَعْض وَمن يَتَوَلَّهُم مَنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمينَ *