بِنا بَصيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى ) (١).
وثالثة ينصبه قائداً وإماماً في هواء حار وأرض جافة في محتشد عظيم مبتدئاً كلامه بما يرجع إلى اُصول الدين من أخذ الشهادة من الناس على ولاية اللّه وولاية الرسول ثم يأخذ بيد علي وهوعلى المنبر محرّكاً شعور الحاضرين وليشد القلوب نحوعلي ويقول : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
ودلالة هذه الأحاديث على خلافة من عيّنه الرسول على وجه لا ينكره إلاّ مكابر ولا يردّه إلاّ معاند ، وكفانا في الموضوع ما ألّفه أصحابنا حول هذه الأحاديث الثلاثة.
دلّت الأحاديث السابقة على أنّ الزعامة السياسية والخلافة بعد الرسول تتمثّل في علي وعترته ، وهناك أحاديث متوفّرة تسوقنا إلى مرجعيتهم الفكرية وأنّهم الأئمة والأوصياء بعد الرسول وأنّه لابدّ للمسلم أن يرجع إليهم في دينه ، ويأخذ عنهم اُصوله وفروعه ، وأنّ النبي الأكرم جعلهم المفزع بعده ، والعترة والكتاب توأمان لايفترقان ، وإليك بعض ما ورد عن الرسول في المقام :
إنّ النبي الأكرم أيقظ الغافلين وبيّن مرجع الاُمّة بعد رحلته بهتافه الدوي وقال : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي
__________________
١ ـ طه / ٢٩ ـ ٣٦.