حمار وأحرقوه بالنار ولكن للحق دولة وللباطل جوله ، فهذه الأعمال الاجرامية وما ارتكبه العباسيون من الجرائم صارت سبباً لابتعاد الناس عن السلطات وتعاطفهم مع العلويين ، خصوصاً عندما ذهب إليها بعض السادة الحسنيين ، إلى أن قامت دولة الفاطميين وبثّوا الدعاة في أفريقيا فاعتنق المصريون التشيّع برغبة وجهروا بحيّ على خير العمل. وتفضيل عليّ على غيره ، وكما جهروا بالصلاة على النبي وآله.
لقد قامت في عهد الفاطميين مراسم عاشوراء وعيد الغدير ، ولم تزل هذه المراسم إلى يومنا هذا. وكان التشيّع مخيّماً على مصر في عهد الفاطميين وضارباً أطنابه في القرى والبلدان لولا أنّ صلاح الدين يوسف الأيوبي أزال سلطتهم ومذهبهم من مصر بقوّة السيف والنار.
وهذه الصفحة في تاريخ مصر صفحة مليئة بالأسى والحزن ومع ذلك تتواجد في هذه الأيام الشيعة ، وأمّا السنّة فهم علويون روحاً وعاطفة يتفاخرون بالحب والميل لأهل البيت ويعبّرون عن ذلك بزيارتهم للمشاهد المعروفة برأس الحسين ومرقد السيدة زينب والسيدة سكينة.
وبذلك يعلم حال التشيّع بأفريقيا الشمالية فانّ حكومة الفاطميين امتدّت إلى الجزائر ومراكش وتونس وليبيا والسودان ، أضف إلى ذلك انّ كثيراً من العلويين ارتحلوا إلى تلك البلاد وأسّسوا دويلات وكان ذلك سبباً لانتشار التشيّع.
إنّ التشيّع هو المذهب الساحق في إيران من أوائل القرن العاشر (٩٠٥) إلى يومنا هذا انّ الدولة الصفوية هم الذين أشاعوا التشيّع في إيران ، بعد ملوك المغول فلو كان نجاح الثاني قليلاً ، كان نجاح الصفويين كبيراً ، فلو بلغ عدد النفوس في إيران الإسلامية قرابة ستين مليوناً ، فالأكثرية هم الشيعة ، ولا تتجاوز سائر الطوائف عن