١ ـ التقريب في اُصول الفقه للشيخ أبي ليلى المعروف بسلار بن عبدالعزيز الديلمي صاحب المراسم توفّي عام ٤٤٨.
٢ ـ غنية النزوع إلى علمي الاُصول والفروع تأليف أبي المكارم حمزة بن علي ابن زهرة المعروف بابن زهرة المتوفّى عام ٥٨٥.
٣ ـ المصادر تاليف الشيخ سديد الدين الحمصي المتوفّى حدود سنة ٦٠٠.
هذه هي المراحل الثلاثة إلتي مرّ بها علم الاُصول ، وقد تلتها مراحل اُخرى إلى أن بلغت في القرن الرابع عشر ذروتها وقمّتها وبلغ أعلى مراحل كمالها ، ويتّضح ذلك من ملاحظة ما اُلّف من عصر الاُستاذ الأكبر المحقق البهبهاني ( ١١١٨ ـ ١٢٠٦ ) إلى يومنا ، فقد راج التحقيق في المسائل الاُصولية من عصره إلى عصر الشيخ مرتضى الأنصاري ( ١٢١٢ ـ ١٢٨١ ) وعصر تلميذه الشيخ محمّد كاظم الخراساني ( ١٣٢٩ ـ ١٢٥٥ ) ففي هذه الفترة : أي القرون الثلاثة ، اُلّفت مئات الكتب والرسائل في ذاك المجال ، ولا اُغالي إذا قلت : انّه لم تبلغ طائفة من الطوائف الإسلامية تلك الدرجة التي وصلت إليها الشيعة في علمي الفقه والاُصول من جانب كثرة الانتاج والاستيعاب ودقه النظر ، شكر اللّه مساعيهم.
مغازي النبيّ الأكرم جزء من تاريخ حياته وسيرته ، والرسول قدوة واُسوة وفعله كقوله حجّة بلا اشكال وقد وضع بعضهم كتباً في فقه السيرة (١) فكان على المسلمين ضبط دقيقها وجليلها ، وقد قاموا بذلك لولا أنّ الخلافة حالت دون الاُمنية. ولكن قيض اللّه سبحانه ، رجالا في الشيعة في ذلك المجال ضبطوا سيرة الرسول
__________________
١ ـ كزاد المعاد لابن القيم ، وفقه السيرة للشيخ الغزالي المعاصر.