لا غبار عليه ، ومع ذلك يظهر من النجاشي وغيره أنّ الشيخ ورد عليها وكانت غير خالية من النشاط العلمي. يقول في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة : له كتاب عمل السلطان. أجازنا بروايته أبو عبداللّه بن الخمري الشيخ صالح في مشهد مولانا أميرالمؤمنين سنة ٤٠٠ عنه (١).
ولقد استغلّ الشيخ تلك الأرضية العلمية وأعانه على ذلك ، الهجرة العلمية الواسعة التي شملت أكثر الأقطار الشيعية فتقاطرت الوفود إليها ، من كل فجّ ، فصارت حوزة علمية وكلية جامعة في جوار النبأ العظيم علي أميرالمؤمنين ـ من عصر تأسيسه ٤٤٨ ـ إلى يومنا هذا. ولقد مضى على عمرها قرابة ١٠٠٠ سنة. وهي بحق شجرة طيبة أصلها في الأرض وفرعها في السماء آتت اُكلها كل حين باذن ربّها.
إنّ لجامعة النجف الأشرف حقوقاً كبرى على الإسلام والمسلمين عبر القرون ، فمن أراد الوقوف على تاريخها والبيوتات العلمية التي أنجبتها ، فعليه الرجوع إلى كتاب « ماضي النجف وحاضرها » في ثلاثة أجزاء (٢) ، وقد قام الباحث ، وهو الشيخ هادي الأميني بتخريج أسماء لفيف من العلماء الذين تخرّجوا من هذه المدرسة الكبرى.
في الوقت الذي كانت جامعة النجف تزدهر وتنجب أفذاذاً ، إذ أسّست الشيعة في الحلّة الفيحاء جامعة كبيرة اُخرى كانت تحتفل بكبار العلماء ، وتزدهر بالنشاط
__________________
١ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٩٠ برقم ١٦٣.
٢ ـ تأليف الشيخ جعفر آل محبوبة طبع النجف.