التقيّة
التقية من المفاهيم القرآنية التي وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وفي تلك الآيات إشارات واضحة إلى الموارد التي يلجأ فيها المؤمن إلى استخدام هذا المسلك الشرعي خلال حياته أثناء الظروف العصيبة ، ليصون بها نفسه وعرضه وماله ، أو نفس من يمتّ إليه بصلة وعرضَه ومالَه ، كما استعملها مؤمن آل فرعون لصيانة الكليم عن القتل والتنكيل (١) ولاذبها عمّار عندما أُخذ وأُسِر وهُدِّد بالقتل (٢) إلى غير ذلك من الموارد الواردة في الكتاب والسنّة ، فمن المحتّم علينا أن نتعرف عليها ، مفهوماً وغايةً ودليلاً وحدّاً ، حتّى نتجنَّب الافراط والتفريط في مقام القضاء والتطبيق.
إنّ التقية ، إسم لـ « إتّقى يتّقي » (٣) والتاء بدل من الواو وأصله من الوقاية ،
__________________
١ ـ القصص / ٢٠.
٢ ـ النحل / ١٠٦.
٣ ـ قال ابن الأثير في النهاية ٥ / ٢١٧ : وأصل اتقى : أوتقى فقلبت الواو ياء لكسرة قبلها ثمّ أُبدلت تاء وأُدغمت. ومنه حديث علي عليهالسلام : كنّا إذا احمرّ البأس اتقينا برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي جعلناه وقاية من العدوّ. ولاحظ لسان العرب مادة « وقى ».