زائراً قصد ابن الفلكي نصير الدين في مرصده في مراغه فلمّا رأى الآلات الفلكية المتنوعّة ذهل ، وقد زاد دهشة حين رأى « المحلقة » ذات الخمس حلقات والدوائر من النحاس : اولاها تمثّل خطّ الطول الذي كان مركّزاً في الأسفل ، وثانيتها خطّ الاستواء ، وثالثتها الخطّ الاهليلجي ، ورابعتها دائرة خطّ الأرض ، وخامستها دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي ، وشاهد أيضاً دائرة السمت التي يمكن للمرء بواسطتها أن يُحدّد سمت النجوم ، أي الزاوية الناتجة على خطّ اُفقيّ ثابت وخطّ اُفقيّ آخر صادر عن كوكب في السماء.
وتقول أيضاً : إنّ نصير الدين أحضر إلى مكتبة المعهد أربعمائة ألف مجلّد كانت قد سرقت من مكتبات بغداد وسوريا وبلاد بابل ، وقد استدعى علماء ذوي شهرة طائرة من اسبانيا ودمشق وتفليس والموصل إلى مدينة مراغة لكي يعملوا على وضع الازياج بأسرع وقت يمكن » (١).
ويناسب في المقام ذكر اجمالي عمّا قدموا من الخدمة في مجال الجغرافية وعلم البلدان فنقول :
نذكر في المقام ، رحّالتين طافا في البلاد الإسلامية وكتبا ما يرجع إلى جغرافية البلدان ، وقد صار كتاباهما أساساً للآخرين :
١ ـ أحمد بن أبي يعقوب بن واضح المعروف باليعقوبي المتوفّى في أواخر القرن الثالث ، فهو أوّل جغرافي بين العرب ، وصف الممالك معتمداً على ملاحظاته
__________________
١ ـ السيدة زيغريد هونكه : شمس العرب تسطع على الغرب ١٣٣ والصحيح أن يسمى : شمس الإسلام...