سأله سائل : هل يقدر ربّك أن يُدخل الدنيا في بيضة من غير أن يُصغّر الدنيا أو يُكبّر البيضة؟ فقال : إنّ اللّه تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون (١).
إنّ خطب الامام عليهالسلام ورسائله وقصار حكمه صار هو الحجر الأساس لكلام الشيعة وآرائهم في العقائد والمعارف ، ولم يقف نشاط الشيعة في ذلك المجال ، بل جاءت الأئمة بعد الامام ، ففتحوا عقول شيعتهم بالدعوة إلى التدبّر والتفكّر في المعارف ، حتّى تربّى في مدرستهم عمالقة الفكر من عصر سيد الساجدين إلى عصر الامام العسكري ، تجد أسماءهم وتآليفهم وافكارهم في المعاجم وكتب الرجال ، وقد نبغ في عصر أئمة أهل البيت مفكّرون بارزون افادوا الأجيال من بعدهم ، نأتي بأسماء البارزين بعد استفحال علم الكلام في أوائل القرن الثاني.
١ ـ زرارة بن أعين بن سُنسُن : مولى ( بني عبداللّه بن عمرو السمين بن اسعد ابن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ) ، أبوالحسن. شيخ أصحابنا في زمانه ، ومتقدّمهم ، وكان قارئاً ، فقيهاً ، متكلّماً ، شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خصال الفضل والدين ، صادقاً في ما يرويه.
قال أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه : رأيت له كتاباً في الاستطاعة والجبر (٢) وقال ابن النديم : وزرارة أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثا
__________________
١ ـ الصدوق : التوحيد ١٣٠ باب « القدرة » برقم ٩.
٢ ـ النجاشي : الرجال ١ / ٣٩٧ برقم ٤٦١ ، الطوسي : الفهرست برقم ٣١٤ ، الكشي : الرجال برقم ٦٢ ، الذهبي : ميزان الاعتدال ٢ برقم ٢٨٥٣.