المنافقون في تأمير اُسامة ، فخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الناس عاصباً رأسه من الصداع لذلك وقال : « وقد بلغني أنّ أقواماً يقولون في أمارة أُسامة ، ولعمري لئن قالوا في أمارته لقد قالوا في أمارة أبيه من قبله ، وإن كان أبوه لخليقاً للامارة وانّه لخليق لها بعد اُسامة » وقال : « لعن اللّه الذين يتّخذون قبور أنبيائهم مساجد » (١) فضرب بالجرف وأنشأ الناس في العسكر ، ونجم طليحة وتمهّل الناس وثقل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يستتم الأمر ينظرون أوّلهم آخرهم حتّى توفّى اللّه نبيّه » (٢).
وقد ذكر القصة ابن سعد في طبقاته (٣) ، والحلبي في سيرته (٤) ، ومن أراد التوسّع فليرجع إليهما.
عن ابن عباس قال : « لمّا اشتدّ بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجعه ، قال : « ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده » قال عمر : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب اللّه حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع » فخرج ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابه (٥).
__________________
١ ـ لا يخفى أنّه لاصلة لهذه الجملة لما قبل القصة وما بعده ولعلّه تحريف لما نقلناه عن الشهرستاني من أنه لعن المتخلّفين فبدّله الراوي بهذا.
٢ ـ تاريخ الطبري ٢ / ٤٣٠.
٣ ـ الطبقات ٢ / ١٨٩ ـ ١٩٠.
٤ ـ السيرة ٣ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
٥ ـ صحيح البخاري ١ باب كتابة العلم ٣٠ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٢٤٢ وجاء فيه : فقال بعض من كان عنده انّ نبي اللّه ليهجر.