التشيّع صنيع عبداللّه بن سبأ
« إنّ يهودياً باسم عبداللّه بن سبأ المكنّى بابن الأمة السوداء في ـ صنعاء ـ أظهر الإسلام في عصر عثمان واندسّ بين المسلمين ، وأخذ ينتقل في حواضرهم وعواصم بلادهم : الشام ، والكوفة ، والبصرة ، ومصر ، مبشّراً بأنّ للنبي الأكرم رجعة كما أنّ لعيسى بن مريم رجعة ، وأنّ عليّاً هو وصي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما كان لكل نبي وصي ، وأنّ عليّاً خاتم الأوصياء كما كان محمّداً خاتم الأنبياء ، وأنّ عثمان غاصب حق هذا الوصي وظالمه ، فيجب مناهضته لارجاع الحق إلى أهله ».
« إنّ عبداللّه بن سبأ بثّ في البلاد الإسلامية دعاته ، وأشار عليهم أن يظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والطعن في الاُمراء ، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين ، فيهم الصحابي الكبير والتابعي الصالح من أمثال أبي ذر ، وعمار بن ياسر ،ومحمد بن حذيفة ،وعبدالرحمان بن عديس ،ومحمّد بن أبي بكر ، وصعصعة بن صوحان العبدي ، ومالك الأشتر ، إلى غيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم فكانت السبأية تثير الناس على ولاتهم ، تنفيذاً لخطة زعيمها ، وتضع كتباً في عيوب الاُمراء وترسل إلى غير مصرهم من الأمصار ، فنتج عن ذلك قيام جماعات