هذا الباب على مصراعيه في موسوعته « بحارالأنوار » ، حيث يورد في أوّل كل باب الآيات الواردة حوله ثمّ يفسّرها اجمالا ، وبعد الفراغ منها ، ينتقل إلى الأحاديث التي لها صلة بالباب.
وقد قام كاتب هذه السطور بتفسير الآيات النازلة حول العقائد والمعارف وخرج منه حتّى الآن سبعة أجزاء وانتشر باسم « مفاهيم القرآن » ولقي اقبالاً واسعا ، أساله سبحانه أن يوفّقني لا تمامه.
قد تعرّفت على أنّ المنهج الراسخ بين القدماء وأكثر المتأخّرين هو التفسير الترتيبي ، وقد قام فضلاء الشيعة من صحابة الامام علي والتابعين له إلى العصر الحاضر ، بهذا النمط من التفسير إمّا بتفسير جميع سوره ، أو بعضها والغالب على التفاسير المعروفة في القرون الثلاثة الاُولى ، هو التفسير بالأثر ، ولكن انقلب النمط إلى التفسير العلمي والتحليلي من أواخر القرن الرابع. فأوّل من ألف من الشيعة على هذا المنهاج هو الشريف الرضي ( ٣٥٧ ـ ٤٠٦ ) مؤلّف كتاب « حقائق التأويل » في عشرين جزءاً (١) ثمّ جاء بعده أخوه الشريف المرتضى فسلك مسلكه في أماليه المعروفة بالدرر والغرر. ثمّ توالى التأليف على هذا المنهاج من عصر الشيخ الأكبر الطوسي ( ٣٨٥ ـ ٤٦٠ ) مؤلّف « التبيان في تفسير القرآن » في عشرة أجزاء كبار ، إلى عصر هذا.
فقد قامت الشيعة في كل قرن بتأليف عشرات التفاسير وفق أساليب متنوّعة ،
__________________
١ ـ وللأسف لم توجد منه نسخة كاملة في عصرنا الحاضر إلاّ الجزء الخامس وهو يكشف عن عظمة هذا السفر ويدل على جلالة المؤلّف.