بالتسليم له وأنّ الايمان رهنه (١) ، ورغم أنّه يندّد ببعض المسلمين الذين كانوا يتمنّون طاعة الرسول لهم في بعض المواقف وقال : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللّهِ لَوْ يُطيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِِ لَعَنِتُّمْ ) (٢). رغم كل ذلك نشاهد رجالاًٍ يقفون أمام النبي في غير واحد من المواقف ويخالفونه بعنف وقوّة ويقدّمون الاجتهاد والمصالح الشخصية على أوامر الرسول في مواطن كثيرة ، وإليك نزراً يسيراً منها وبالالمام بها تسهل عليك الاجابة عن السرّ في مخالفة عدّة من الأصحاب لأمر النبي في مسألة الوصاية والقيادة :
انتصر المسلمون في غزوة بدر وجمع غير واحد من المسلمين ما في معسكر العدو فاختلف المسلمون فيه ، فقال من جمعه : هو لنا ، وقال الذين يقاتلون العدوّ ويطلبونه : واللّه لولا نحن ما أصبتموه ، لنحن شغلنا عنكم القوم حتّى أصبتم ما أصبتم ، وقال الذين يحرسون رسول اللّه : ما أنتم بأحقّ به منّا واللّه لقد رأينا أن نقتل العدوّ إن منحنا اللّه أكتافهم ، و قد رأينا أن نأخذ المتاع حين لم يكن دونه من يمنعه فخفنا على رسول اللّه كرّة العدوّ فقمنا دونه ، فما أنتم بأحق به منّا. فنزل قوله سبحانه : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ للّهِ والرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتِ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ إِِن كُنتُم مُؤمِنينَ ) ـ الأنفال / ١ ـ (٣).
وأمّا اختلافهم في الأسرى فيكفي في ذلك قوله سبحانه : ( مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أنْ
____________
١ ـ ( فَلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حتّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوْا فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ـ النساء / ٦٥ ـ.
٢ ـ الحجرات / ٧.
٣ ـ السيرة النبوية لابن هشام ١ / ٦٤١ ـ ٦٦٢.