السابق المؤكد من قبل الخلفاء ، حالت دون اُمنيته إلى أن زالت دولة الاُمويين وجاءت دولة العباسيين. فقام المسلمون بتدوين الحديث في عصر أبي جعفر المنصور سنة ١٤٣. وأنت تعلم انّ الخسارة التي لحقت بالتراث الاسلامي من منع تدوين السنّة لا تجبر بتدوينه بعد مضي قرن ونيّف ، وبعد موت الصحابة وكثير من التابعين الذين رأوا النور وسمعوا منه الحديث. ولم يحدثوا ما سمعوه إلاّ سرّاً ومن ظهر القلب إلى مثله.
أضف إلى ذلك أنّ الأحبار والرهبان والمأجورين للبلاط الأموي نشروا كل كذب وافتراء بين المسلمين.
قام الامام أميرالمؤمنين علي عليهالسلام بتأليف عدة كتب في زمان النبي ، فقد أملى رسول اللّه كثيراً من الأحكام عليه وكتبها الامام واشتهر بكتاب علي وقد روى عنه البخاري في صحيحه في باب « كتابة الحديث » (١) وباب « أثم من تبرّأ من مواليه » (٢) وقد تبعه ثلّة من الصحابة الذين كانوا شيعة الامام وإليك أسماء من اهتمّ بتدوين الآثار وما له صلة بالدين وإن لم يكن حديث الرسول.
١ ـ قام أبو رافع صحابي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بتدوين كتاب السنن والأحكام والقضايا (٣).
٢ ـ قام الصحابي الكبير سلمان الفارسي المتوفى سنة ٣٤ بتأليف كتاب حديث
__________________
١ ـ صحيح البخاري ١ / ٢٧ كتاب العلم.
٢ ـ صحيح البخاري ٨ كتاب الفرائض الباب ٢٠ ص ١٥٤.
٣ ـ النجاشي : الرجال ٦٤ برقم ١.