٣ ـ نرى أنّ عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم العباس ، واجهه بما واجه به أبوبكر وهو أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أكرم من أن يُميته سبحانه موتتين. مع أنّه لم يقتنع بكلامه بل اقتنع بما ذكره أبوبكر.
٤ ـ انّه كان مصرّاً على الغيبة مادام ابو بكر غائباً عن المدينة ، فلمّا نزل من السُنح وأدلى بمقاله سرعان ما تراجع عن موقفه ، وأىّ سرّ كان في هذا الرجوع السريع عن فكرة كان يستميت في الدفاع عنها؟
٥ ـ كيف يقتنع القارئ بأنّ الخليفة لم يكن ذاكراً قوله سبحانه ( إنَّك ميّت وإنّهم ميّتون ) وقوله سبحانه : ( وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل ) وغيرهما؟
هذه الأسئلة لم نجد لها أجوبة شافية ومن المحتمل جداً أن يكون وراء الكواليس شيئاً ما. وأن تكون اطروحة الغيبة مناورة سياسية ، الغاية منها منع المسلمين من اتّخاذ أىّ موقف في المسائل المصيرية للاُمّة حتّى يجيء أبوبكر من السُنح ويجتمعا على رأي واحد. ولأجل ذلك تنازل عن موقفه بعد ما جاء أبوبكر من خارج البلد. فاتّخذا موقفاً واحداً ، تجاه المسائل المصيرية.
كان علي بن أبي طالب وجمهور المهاجرين منهمكين في تجهيز النبي فوقف الخليفتان على اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة للتداول في مسألة الخلافة. فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى اخواننا هؤلاء من الأنصار ما هم عليه فدخلا ومعهما بعض المهاجرين كأبي عبيدة بن الجراح وكان خطيب الأنصار ونقيبهم سعد بن عبادة يخطب ويحث الأنصار على الأخذ بمقاليد الخلافة بحجّة أنّهم آووا النبي الأكرم عندما أخرجه قومه. وضحّوا في سبيل دعوته بكل غال ورخيص.