الحسن والمحسن ، وحفيده الحسين بن الحسن بيد بعض وزرائه عام ١٣٦٧ هـ ق في ظل مؤامرة أجنبية ، قام مكانه ولده الامام بدر الدين ولم يكن له نصيب من الحكم إلاّ مدّة قليلة حتّى اُزيل عن الحكم عن طريق انقلاب عسكري ، وبذلك انتهى الحكم الزيدي في اليمن ولكن اليمنيين بقوا على انتمائهم إلى التشيّع. نعم إنّ السلطة الوهابية في هذه الآونة بصدد تصدير التوهّب وفرضها عليها في ظل تزويد الدولة بامكانيات مالية.
واللّه من وراء القصد ...
ظلّ التشيّع سائداً في الشام وحلب وبعلبك وجبل عامل منذ القرن الأوّل إلى يومنا هذا ، ومن المعروف انّ أباذر هو الذي بذر بذرته ، أو غرس شجرته عندما نفاه عثمان من المدينة إلى الشام ، وكان يجول في الشام وضواحيه وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، من دون أن يخاف قوّة أو سطوة ، أو إهانة أو قسوة ، وطبع الحال يقتضي أن يبوح بما انطوت عليه جوانحه من الولاء لعلي وأهل بيته ، يدعو له على القدر المستطاع ، وقد نمت البذرة في ظل التستّر والتقيّة وأمّا اليوم فالشيعة مجاهرون ولهم شأن عند الدولة ولهم مظاهر في الشام وضواحيه ، ترى اسم علي والحسين مكتوبين تحت قبّة المسجد الأموي ، وفي الجانب الشرقي مسجد خاص باسم رأس الحسين وفي نفس البلد قباب مشيّدة لأهل البيت وفي الوقت نفسه لاتجد أثراً لمعاوية (١) ويزيد والحكام الأمويين. إنّ في ذلك لعبرة لاُولي الألباب.
__________________
١ ـ نعم في داخل البلد بيت يقال فيه قبر معاوية لا يزوره أحد إلاّ للعبرة ، والاطّلاع على ما آل إليه أعمال الامويين من مصير بائس بعد مماتهم.