لا نبوّة بعدي ».
وسمعته يقول يوم خيبر : « لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللّه ورسول ، ويحبّه اللّه ورسوله » قال : فتطاولنا لها ، فقال : « اعدوا لي عليّاً ، فاُتي به أرمد العين ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح عليه.
ولمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْناءَنا وأبْناءَكُمْ ) دعا رسول اللّه عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : « اللّهمّ هؤلاء أهلي » (١).
إنّ حديث الغدير من الأحاديث المتواترة رواه الصحابة والتابعون والعلماء في كل عصر وجيل ، ولسنا بصدد اثبات تواتره وذكر مصادره فقد قام غير واحد من المحقّقين بهذه المهمّة ، وانّما الهدف ايقاف القارىء على نصوص الخلافة في حقّ علي حتى يقف على أنّ النبيّ الأعظم هوالباذر الأوّل لبذرة التشيّع والدعوة إلى علي بالامامة والوصاية ، وعلى أنّ مسألة التشيّع قد نشأت قبل رحلته ، ونذكر في المقام ما ذكره ابن حجر وقد اعترف بصحّة سنده ، يقول : إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب بغدير خم تحت شجرات ، فقال : « أيّها الناس انّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وانّي لأظن أنّي يوشك أن اُدعى فاُجيب وانّي مسؤول وانّكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ » قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً ، فقال : « أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّداً عبده ورسوله وأنّ جنّته حق وأنّ ناره حقّ وأنّ الموت حق وأنّ البعث حق بعد الموت وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٦ باب فضائل علي ١٢٠ ـ ١٢١ طبعة محمّد علي صبيح.