الخاصة ، ومتوخّياً قصد ما أراد من وصف البلد وخصائصها وهو يقول عن نفسه : انّه عنى في عنفوان شبابه ، وحدّة ذهنه بعلم أخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد ، لأنّه سافر حديث السن واتّصلت أسفاره ودام تغرّبه ، وقد طاف في بلاد المملكة الإسلامية كلّها ، فنزل أرمينية وورد خراسان وأقام بمصر والمغرب بل سافر إلى الهند ، وكان متى لقى رجلا سأله عن وطنه ومصره وعن زرعه ما هو؟ وساكنيه منهم؟ عرب أو عجم؟ وعن شرب أهله ولباسهم ودياناتهم ومقالاتهم من غير أن يلحقه من ذلك ملال ولا فتور ، وقد وصف المملكة الإسلامية مبتدئاً ببغداد وصفاً منظّماً مع اصابة جديرة بالثقة والاعجاب (١).
٢ ـ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ( ت ٣٤٦ ) فقد ألّف في ذلك المضمار كتابه « مروج الذهب ومعادن الجوهر » وكتابه الآخر « التاريخ في أخبار الاُمم من العرب والعجم » وكتابه الثالث « التنبيه والاشراف » فقد اشتمل وراء التاريخ على الجغرافية وتقويم البلدان ، وقد جرّه حُبّه للاستطاع إلى بلاد بعيدة ، فكتب ما رآه وشاهده.
__________________
١ ـ آدم متز : الحضارة الإسلامية ٢ / ٣٤ وكتاب اليعقوبي في الجغرافية هو كتاب « البلدان » المنتشر.