الفكري عقدت فيها ندوات البحث والجدل ، وحلقات الدراسة والمدارس والمكاتب ، وظهر في هذا الدور فقهاء كان لهم الأثر الكبير في تطوير الفقه الشيعي واُصوله نأتي بأسماء بعضهم :
١ ـ المحقق الحلّي : نجم الدين أبو القاسم جعفر بن سعيد ، من كبار فقهاء الشيعة يصفه تلميذه ابن داود بقوله : الامام العلاّمة واحد عصره ، كان ألسن أهل زمانه وأقواهم بالحجّة وأسرعهم استحضارا (١) توفّي عام ٦٧٦ هـ. له من الكتب « شرائع الإسلام » في جزأين ، وهو أثر خالد شرحه العلماء وعلّقوا عليه. واختصره في كتاب أسماه « المختصر النافع » وشرحه أيضاً وأسماه « المعتبر في شرح المختصر ».
٢ ـ العلامة الحلّي ، جمال الدين حسن بن يوسف ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ ) تخرّج على يد خاله المحقق الحلّي في الفقه ، وعلى يد المحقق الطوسي في الفلسفة والرياضيات ، وعرف بالنبوغ ، وهو بعد لم يتجاوز سن المراهقة ، وقد بلغ الفقه الشيعي في عصره القمة ، وله موسوعات فيه أجلّها « تذكرة الفقهاء » ولعلّه لم يؤلّف مثله.
٣ ـ فخر المحققين ، محمّد بن الحسن بن يوسف ( ٦٨٢ ـ ٧٧١ هـ ) ولد العلاّمة الحلّي ، تتلمذ على يد أبيه ونشأ تحت رعايته وعنايته ، وألّف والده لفيفاً من كتبه بالتماس منه ، وقد تتلمذ عليه امام الفقه الشهيد الأوّل ( ٧٣٤ ـ ٧٨٦ هـ ).
إلى غير ذلك من رجال الفكر كابن طاووس وابن ورام ، وابن نما وابن أبي الفوارس الحلّيين ، الذين احتلفت بهم مدرسة الحلّة ، ولهم على العلم وأهله أيادي بيضاء لا يسعنا ذكر حياتهم.
__________________
١ ـ ابن داود : الرجال / القسم الأول ٦٢ برقم ٣٠٤.