أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد. ويضيف النجاشي : كان هذا الشيخ عيناً من عيون هذه الطائفة وله كتب ثم ذكر اسماءها (١).
وكان من خريجي هذه المدرسة لفيف من الفقهاء الكوفيين نظراء أبان بن تغلب بن رباح الكوفي ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، وزرارة بن أعين إلى غير ذلك ممّن تكفّل ذكرهم كتب الرجال وقد وقفت على أسماء عدّة منهم سابقاً باسم تلاميذ الامام الباقر والصادق عليهماالسلام.
ولقد ألّف فقهاء الشيعة ومحدّثوهم في هذه الظروف في الكوفة ٦٦٠٠ كتاب ولقد امتاز من بينها ٤٠٠ كتاب اشتهرت بالأُصول ٤٠٠ (٢) فهذه الكتب هي التي أدرجها أصحاب الجوامع الحديثية في كتبهم كما مرّ آنفا.
ولم تقتصر الدراسة آنذاك على الحديث والتفسير والفقه بل شملت علوماً اُخرى ولأجل ذلك خرج منها مؤلّفون كبار صنّفوا كتباً كثيرة في علوم مختلفة ومتنوّعة كهشام بن محمّد بن السائب الكلبي ألّف أكثر من مائتي كتاب (٣) وابن شاذان ألّف ٢٨٠ كتابا (٤) وابن عمير صنّف ١٩٤ وابن دول الذي صنّف ١٠٠ كتابا (٥) وجابر بن حيان اُستاذ الكيمياء والعلوم الطبيعية إلى غير ذلك من المؤلّفين العظام ، في كافّة العلوم الإسلامية.
____________
١ ـ النجاشي : الرجال ١ / ١٣٧ رقم ٧٩.
٢ ـ وسائل الشيعة ج ٢٠ الفائدة الرابعة وقد بيّنا الفرق بين الكتاب والأصل في كتابنا « كليات في الرجال ».
٣ ـ الطهراني : الذريعة ١ / ١٧.
٤ ـ المصدر نفسه.
٥ ـ المصدر نفسه.