وغيرها ممّا كان تحت حكم المغول الخواجا نصير الدين الطوسي ـ طاب ثراه ـ ، وعندما قبض عليها ، أقام ببغداد وتصفّح الأوقاف وأدار أخبار الفقهاء والمدرسين وقرر القواعد في الوقف وأصلحها بعد اختلالها (١) ومن بعده تولاّها ابنه أحمد فخر الدين ، ولمّا وليها حذف الحصة الديوانية في الوقوف ، ووفرت على أربابها (٢).
ثمّ إنّ شيخنا المظفر ـ وهو عراقي المحتد والمنشأ ـ عارف بخصوصيات بلده وما جرى على الشيعة فيها طيلة القرون خصوصاً بعد ما نشبت فيها مخالب آل عثمان ، خرج بالنتيجة التالية :
« انّ جنوب العراق شيعة خالصة ولو وجد فيه غيرهم فهو نادر وأمّا البلاد الشمالية ، فسكّانها على العموم من أهل السنّة إلاّ أنّ الشيعة فيها ليسوا بالقليل ، ولو أمنوا الغوائل من اظهار هم لولاء أهل البيت ، كما يأمن العدد القليل من أهل السنّة في الجنوب ، لعجبت من كثرتهم في تلك البلاد لا سيما في لواء الموصل وكركوك.
وأمّا البلاد الوسطى كالحلّة فهي شيعية خالصة سوى أفراد معدودين في نفس القصبة ، ولواء بغداد فأكثريته من الشيعة ، ومثله لواء ديالى ، بعكس لواء الديلم ففيه من الشيعة عدد قليل. وعليه ، فالعراق اليوم سبعة من ألويته شيعة وفيها شوب من غيرهم ، وخمسة سنّة وفيها خليط من الشيعة ولواءان مختلطان يغلب التشيع عليهما ، هذا ما يعرفه المستقرئ ، لبلاد العراق.
ومن ثمّ لا نحتاج إلى استقراء لجميع بلاد الجنوب أمثال الكوت والعمارة والغرّاف وما سواها من بلاد دجلة ، والسماوة والديوانية والناصرية وماسواها من
__________________
١ ـ اُنظر تاريخ ـ مختصر الدول ـ للعبرى ٥٠٠ و ـ الحوادث الجامعة ـ في حوادث عام ٢٧٢.
٢ ـ اُنظر ـ الحوادث الجامعة ـ في حوادث عام ٦٨٣.